responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الإسلام - ت بشار نویسنده : الذهبي، شمس الدين    جلد : 8  صفحه : 105
193 - علي بن محمد بن خُلَيع، أبو الحسن البغدادي الخيّاط المقرئ [ابن بنت القَلانسي] [المتوفى: 356 هـ]
أخذ القراءة عن يوسف بن يعقوب الواسطي، وزرعان بن أحمد. وتصدّر للإقراء ببغداد.
قَرَأَ عَلَيْه: الحمامي، وعبد الباقي بن الحسن، وأحمد بن عبد الله بن الخضر السوسنجردي، ومحمد بن أحمد الحربي، وآخرون، ويُعرف بابن بنت القَلانسي.
قال الداني: سمعت فارس بن أحمد يقول: قال لي عبد الباقي: بَلَغْت على أبي الحسن ابن بنت القلانسي إلى " الكوثر "، فقال لي: اخْتِمْ، فختمت. ثم إنّه سقط ذلك اليوم من سلم فتكسر ومات، وذلك في ذي القعدة، وهو في عُشْر الثمانين. رحمة الله.

194 - عُمر بن جعفر بن محمد بن سَلْم، أبو الفتح الخُتُّليُّ البغدادي، [المتوفى: 356 هـ]
أخو أحمد.
سَمِعَ: الحارث بْن أَبِي أسامة. ومحمد بْن يونس الكديمي، وإبراهيم الحربي، وبِشْر بن موسى، ومعاذ بن المثنى.
وَعَنْهُ: ابن زرقويه، وأبو نصر بن حسنون، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وطلحة الكناني، وعبد العزيز الستوري.
قال الخطيب: كان ثقةً صالحاً، مولده سنة إحدى وسبعين ومائتين.

195 - كافور الخادم الأسود الحبشي، الأستاذ أبو المِسْك الإخشيدي السلطان. [المتوفى: 356 هـ]
اشتراه الإخشيذ من بعض رؤساء المصريين، وكان أسود بصّاصًا، فيقال: أنه ابتيع بثمانية عشر دينارًا، ثم إنّه تقدّم عند الإخشيذ صاحب مصر لعقله ورأيه وسَعْده إلى أن كان من كبار القوّاد، وجهّزه في جيش لحرب سيف الدولة، ثمّ إنّه لما مات أستاذه صار أتابك ولده أبي القاسم أنوجور وكان صبيًّا، فَغَلَبَ كافورُ على الأمور وبقي الاسمُ لأبي القاسم والدَّسْت لكافور حتى قال وكيله: خدمت كافور وراتبه كل يوم ثلاث عشر جراية، وتُوُفّي وقد بلغت على يدي كل يوم ثلاثة عشر ألف جراية.
وأَنُوجُور معناه بالعربي محمود. ولي مملكة مصر والشام إلّا اليسير منها بعقد الراضي بالله، والمدبّر له كافور، ومات في سنة تسع وأربعين وثلاث مائة -[106]- عن ثلاثين سنة، وأُقيم مكانه أخوه أبو الحسن عليّ، فأخذت الروم في أيّامه حلب وطَرَسُوس والمَصّيصة وذلك الصقْع. ومات علي في أول سنة خمس وخمسين عن إحدى وثلاثين، فاستقلّ كافور بالأمر، فأشاروا عليه بإقامة الدعوة لولد لعليّ المذكور، فاحتجّ بصِغَره، وركب في الدَّسْت بخِلَعٍ أظهر أنّها جاءته من الخليفة وتقليد، وذلك في صفر سنة خمس وخمسين، وتمّ له الأمر.
وكان وزيره أبا الفضل جعفر بن الفرات، وكان راغباً في الخير وأهله. ولم يبلُغْ أحدٌ من الخُدّام ما بلغ كافور، وكان ذكيًا له نظرٌ في العربيّة والأدب والعِلم. وممن كان في خدمته أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله النجيرمي النَّحوي صاحب الزَّجَّاج، فدخل يومًا على كافور أبو الفضل بن عيّاش، فقال: أدام الله أيّامِ سيّدنا - بخفض أيّام - فتبسّم كافور ونظر إلى النجيرمي فوثب النجريمي وقال ارتجالًا:
ومثل سيّدنا حالتْ مهابَتُه ... بين البليغ وبين القول بالحَصَرِ
فإنْ يكن خَفَضَ الأيام من دَهَشٍ ... وشدّة الخوف لا من قلّة البَصَر
فقد تَفَاءَلْتُ في هذا لسيدنا ... والفأل نأثره عن سيد البشر
بأن أيامه خفض بلا نصب ... وأن دولته صفو بلا كدر
فأمر له بثلاثمائة دينار.
وكان كافور يُدْني الشعراء ويُجِيزُهُم، وكان يُقرأ عنده كل ليلة السّيَر وأخبار الدولة الأموّية والعبّاسية، وله نُدَماء. وكان عظيم الحِمّيَة يمتنع من الأمراق، وعنده جَوَارٍ مُغَنّيات، وله من الغلمان الرُّوم والسُّود ما يتجاوز الوصف. زاد مُلْكُه على ملك مولاه الإخشيذ، وكان كريمًا كثير الخِلَع والهِبات، خبيرًا بالسياسة، فطِنًا، ذكيًّا، جيّد العقل، داهيةً، كان يُهادي المُعِزّ صاحب المغرب ويُظْهِر مَيْلَه إليه، وكذا يُذْعن بطاعة بني العباس ويُداري ويخدع هؤلاء وهؤلاء.
ولما فارق المتنّبي سيفَ الدولة مُغَاضِبًا له سار إلى كافور، وقال:
قواصدَ كافورٍ تَوَارِكَ غيرِهِ ... ومن قصد البحرَ استقَلَّ السَّوَاقيا -[107]-
فجاءت بنا أنسانَ عين زمانه ... وخلّت بياضًا خلفها ومآقيا
فأقام عنده أربع سنين يأخذ جوائزه. وله فيه مدائح، وفارقه سنة خمسين، وهجاه بقوله:
مَن علَّم الأسود المخصي مكرمة ... أقوامه البيض أم آباؤه الصيد
وذاك أنّ الفُحُولَ البِيض عاجزةٌ ... عن الجميل فكيف الخصْية السُّود
وهرب ولم يسلك الدّرْبَ، ووُضِعت عليه العيون والخيل فلم يُدْرِكوه، وسار على البّرّية ودخل بغداد، ثم مضى إلى شيراز فمدح عَضُدَ الدولة.
وكانت أيام كافور سديدة جميلة، وكان يُدعَى له على المنابر بالحجاز ومصر والشام والثُّغور وطَرَسُوس والمَصَّيصة، واستقلّ بمُلك مصر سنتين وأربعة أشهر.
قرأت في " تاريخ " إبراهيم بن إسماعيل، إمام مسجد الزبير - كان حيًّا في سنة بِضعٍ وسبعين وخمس مائة - قال: كان كافور شديد السَّاعد لا يكاد أحد يمدّ قوسه، فإذا جاؤوه بِرَام دعا بقومه، فإنّ أظهر العجز ضحك وقدّمه وأثبته، وإنْ قوى على مدّه واستهان به عبس ونقصت منزلتُه عنده. ثم ذكر له حكايات تدل على أنَّه مُغْرًى بالرَّمْي، قال: وكان يداوم الجلوسَ للناس غدوة وعشيّة، وقيل: كان يتهجّد ثم يمرّغ وجهه ساجدًا ويقول: اللهمّ لا تسلّط عليّ مخلوقًا.
تُوُفّي في جُمادى الأولى سنة ست، وقيل: سنة سبع وخمسين، وعاش بِضعًا وستّين سنة.
ويقال: إنّه وُجِد على ضريحه منقورًا:
ما بالُ قبرِكَ يا كافور منفرداً ... بالضحضح المرت بعد العسكر اللجب
يدوس قَبرك أفناءُ الرّجال وقد ... كانت أُسُودُ الثَّرى تخشاك في الكُتُب

نام کتاب : تاريخ الإسلام - ت بشار نویسنده : الذهبي، شمس الدين    جلد : 8  صفحه : 105
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست